قصة ذات الرداء الأحمر والذئب الماكر | قصص الأطفال

قصة ذات الرداء الأحمر والذئب الماكر | قصص الأطفال

في قديم الزمان كانت هناك فتاة صغيرة جميلة ترتدي رداء أحمر اللون على الدوام. لهذا السبب كان الجميع يناديها باسم الفتاة ذات الرداء الأحمر.

الأم: حبيبتي!

ذات الرداء الأحمر:  نعم يا أمي.

الأم: تعرفين أن جدتك مريضة. هل تأخذين لها هذه السلة فيها كعك وأعشاب طبية جمعتها من الغابة؟

ذات الرداء الأحمر: بالطبع تأخذها يا أمي.

الراوي: وكالمعتاد كانت تلبس ردائها الأحمر وأحكمت وضع القبعة على رأسها وانطلقت ذاهبة.

الأم: أُسْلُكِ طريق غابة الأرانب المعتاد عزيزتي.

الراوي: كانت هذه نصيحة والدتها. أما ذات الرداء الأحمر فقد تابعت طريقها وهي تغني بسعادة بالغة.

ذات الرداء الأحمر: لماذا يسمونها غابة الأرانب؟ مع أنني لم أرى أرنبا واحدا.

الراوي: وبعد قليل وصلت ذات الرداء الأحمر إلى طريق تزين الأزهار الجميلة. كلا جانبيه ألوان رائعة وأزهار من كافة الأشكال.

ذات الرداء الأحمر: سأقطف الأزهار لجدتي ستفرح كثيرا.

الراوي: بدأت بقطف الأزهار وأخذت تغوص في عمق الغابة. ولكنها للأسف لم تلاحظ الأمر مطلقا. وفجأة سمعت أصواتا غريبة قادمة من خلف الأشجار ورأت ذئبا متوحشا قفز أمامها فجأة. ارتعبت الفتاة الصغيرة وخافت كثيرا لدى رؤيتها للذئب. وسقطت السلة من يدها على الأرض. هجم الذئب على السلة وبدأ بجمع الكعك الذي ينتشر على الأرض وأعاد لها السلة بكل هدوء. هذا التصرف اللطيف من قبل ذئب متوحش جعلها تستغرب بشدة.

ذات الرداء الأحمر: شكرا لك أيها الذئب.

الذئب: إلى أين أنت ذاهبة أيتها الصغيرة؟

ذات الرداء الأحمر: إلى بيت جدتي الأصفر في نهاية الغابة. إنها مريضة الآن. سآخذ لها بعض الكعك وبعض الأعشاب الطبية.

الذئب: حقاً.

ذات الرداء الأحمر: يمكنك مناداتي بذات الرداء الأحمر. الجميع ينادونني بهذا الاسم.

الذئب: سأذهب لإخبار جدتك بأنك آتية لزيارتها. وأنت خذي وقتك بقطف الأزهار لها.

الراوي: وفي تلك اللحظة سمع صوت بندقية صياد بالقرب منهما فهرب الذئب من هناك على الفور. تلفتت ذات الرداء الأحمر لتعرف أين هي. وأدركت بأنها أضاعت طريقها وبدأت في البكاء. سمع الصياد صوت بكاء الفتاة ذات الرداء الأحمر واتجها نحوها.

الصياد: ماذا تفعلين هنا وحدك أيتها الصغيرة. هذا الطريق خطر جدا. هناك ذئب متوحش يجول في الأرجاء وأنا أحاول الإمساك به.

الراوي: شعرت الفتاة ذات الرداء الأحمر بالندم لأنها لم تستمع لنصيحة أمها وانحرفت عن طريق غابة الأرانب، ولهذا السبب لم تخبر الصياد أنها رأت الذئب.

ذات الرداء الأحمر: أنا ذاهبة لمنزل جدتي التي تسكن في نهاية الغابة لآخذ لها الكعك وبعض الأعشاب الطبية لكن أضعت الطريق.

الصياد: حسنا يا صغيرة سأرافقك إلى منزل جدتك.

الراوي: وهكذا ذهبا معا. في هذه الأثناء اتبع الذئب طريقا مختصرا لكي يصل بسرعة إلى منزل الجدة. وطرق الباب. وسمع صوت الجدة وهي تسأل من هناك. غير الذئب نبرة صوته.

الذئب: افتحي يا جدتي. أنا ذات الرداء الأحمر جلبت لك الكعكة وبعض الأعشاب الطبية التي جمعتها أمي.

الجدة: الباب مفتوح يا طفلتي الجميلة. يمكنك الدخول.

الراوي: ابتسم الذئب بمكر وفتح الباب بسرعة ثم دخل إلى المنزل. وبعد قليل وصلت الفتاة ذات الرداء الأحمر ومعها الصياد إلى منزل الجدة.

الصياد: هيا أيتها الصغيرة عليك أن تدخلي إلى منزل جدتك بسرعة.

الراوي: ومن ثم عاد الصياد إلى الغابة مجددا. أما الفتاة ذات الرداء الأحمر فقد طرقت الباب وسمعت صوت جدتها يأتي من الداخل.

الذئب: من هناك؟

ذات الرداء الأحمر: أنا ذات الرداء الأحمر يا جدتي.

الذئب: الباب مفتوح يا طفلتي الجميلة. يمكنك الدخول.

الراوي: ترددت الفتاة قليلا وتمهلت للحظات قبل أن تدخل. فالصوت الذي سمعته لا يشبه صوت جدتها كثيرا لكنها ظنت أن صوت جدتها تغير بسبب المرض.

ذات الرداء الأحمر: أظن أن صوت جدتي قد تغير لأنها مريضة.

الراوي: وهكذا فتحت الفتاة الباب ثم دخلت إلى البيت وكان الذئب قد ارتدى ثياب جدتها ولبس نظارتها ووشاح لها وتمدد في سريرها. وقد أغلق الذئب الستائر لكي تصبح الغرفة مظلمة وتصعب الرؤية بشكل واضح بحيث لا تلاحظ الفتاة الفارق.

الذئب: أشكرك يا عزيزتي لأنك قطعت كل هذه المسافة الطويلة وجئت لزيارتي اقتربي مني لكي أضمك قليلا.

الراوي: وضعت الفتاة ذات الرداء الأحمر السلة جانبا، لكنها لم تقترب من السرير كثيرا لأنها لاحظت أن جدتها قد تغيرت عن ذي قبل.

ذات الرداء الأحمر: لماذا ذراعك طويلة جدا يا جدتي.

الذئب: لكي أستطيع أن أعانقك يا طفلتي.

ذات الرداء الأحمر: وأذناك لما هما كبيرتان أيضا.

الذئب: لكي أستطيع أن أسمع صوتك جيدا.

ذات الرداء الأحمر: حتى عيناك كبيرتان جدا لما؟

الذئب: لكي أستطيع أن أراك بصورة أفضل.

ذات الرداء الأحمر: ولما أسنانك حادة جدا يا جدتي.

الذئب: لكي أستطيع أن أكلك بسهولة أسرع.

الراوي: ونهض الذئب من السرير وهجم على الفتاة ذات الرداء الأحمر. وأدركت الفتاة ذات الرداء الأحمر أن الذئب الذي صادفته في الغابة هو من كان ممددا في السرير وليس جدتها.

ذات الرداء الأحمر: النجدة, ساعدوني

الراوي: وهنا سمع الصياد صوت الفتاة. واتجه نحو منزل الجدة ودخل بسرعة لأن الباب كان مفتوحا واستطاع الإمساك بالذئب على الفور.

الصياد: وأخيرا أمسكت بك أيها الذئب الشرير ولن تنجو هذه المرة بعد ذلك.

الراوي: شق الصياد بطن الذئب وأخرج الجدة وأنقذها.

ذات الرداء الأحمر: شكرا أيها الصياد لأنك أنقذتنا من الذئب.

الصياد: لا شكر على واجب، ولكن من الآن فصاعدا إتبعي نصيحة والدتك ولا تهملها أبدا.

الراوي: ثم أكلت الجدة الكعكة الذي أحضرته لها حفيدتها، ثم بدأت بشرب نقيع مع الأعشاب الطبية وتعافت على الفور. وقد وعدت الفتاة ذات الرداء الأحمر جدتها بأنها لن تسمح لأحد بأن يخدعها مرة أخرى أيا كان. وهكذا عادت إلى المنزل. وأثناء الطريق كانت تغني بكل فرح وسرور. والتقت بالذئب مرة أخرى. وقد عاقبه الصياد بتنظيف غابة الأرانب. وعندما رأى الفتاة ذات الرداء الأحمر أمامه احمر خجلا من فعلته. وعادت غابة الأرانب كما كانت من قبل غابة جميلة وآمنة. تتقافز الأرانب في أرجائها بكل فرح.


Post a Comment

أحدث أقدم