قصة وتاريخ آيا صوفيا | القصة الحقيقية الكاملة وتاريخ تحولاتها على مر التاريخ

 جامع ايا صوفيا وتاريخها

معنى اسم آيا صوفيا :

سميت آيا صوفيا بهذا الاسم نسبة إلى قديسة قبطية من مصر ومعنى اسمها باليونانية الحكمة الإلهية. وكانت هذه المرأة تعبد الأوثان ثم تأثرت بالمسيحية واعتنقتها وتعمقت في العبادة وطقوسها حتى أثرت فيمن حولها من المسيحيين فذاع صيتها الديني حتى وصل إلى أسماع الحاكم الروماني الوثني ثيودوسيوس الذي أمر بضربها وقتلها وبذلك أصبحت آيا صوفيا شهيدة الإيمان المسيحي.

وفي عهد الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الأكبر تم نقل جثمانها إلى القسطنطينية حيث تم دفنه وبنيت حوله كنيسة ضخمة في عام 360 م لكن هذا المبنى الأول للكنيسة قد تعرض للتدمير بسبب زلزال حصل أو بسبب التمرد ضد حاكم بيزنطة آنذاك بحسب بعض المصادر فأعاد الامبراطور ثيودوسيوس الثاني بناءها وافتتحها للعبادة في عام 415 م ثم تدمرت مرة أخرى بسبب إحدى الثورات عام 532 م فأعاد الامبراطور جستنيان الأول بناءها للمرة الثالثة وقد استمر بناؤها خمس سنوات إلى أن اكتمل وتم افتتاحها مرة أخرى في عام 537 م.

وفي هذه المرة بنيت آيا صوفيا على الشكل الذي نعرفه اليوم وبالصورة ذاتها والبناء هو تحفة معمارية تمثل قمة الفن المعماري البيزنطي وقد بني على الطراز البازلكي وقد توج بقبة هي من أكبر قباب العالم حيث يبلغ قطرها 21 مترا وترتفع عن الأرض بعلو 55 مترا ترتكز أطرافها على أربعة أكتاف مربعة ويزين هذا المعبد من الداخل الكثير من اللوحات والرسوم والنقوش التي تغطي جدرانه من الداخل.

وقد كتب الرحالة العربي ابن بطوطة في وصف آيا صوفيا فاعتبرها بأنها أعظم كنائس الروم وأروع.

وفي عام 1204 ميلاديا وبعد سقوط القسطنطينية في يد الصليبيين الكاثوليك تم تحويل آيا صوفيا إلى كاتدرائية رومانية كاثوليكية وقد استمرت هكذا إلى أن استعادها الروم البيزنطيين في عام 1261 ميلاديا. وبعد أن تم تأسيس الإمبراطورية البيزنطية من جديد عادت آيا صوفيا إلى كونها كاتدرائية بطريركية أرثوذكسية. وبعد الفتح الإسلامي للقسطنطينية في عام 1453 ميلاديا أمر السلطان محمد الفاتح بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد فرفع الأذان فيها لأول مرة بحضور السلطان محمد الفاتح وأقيمت الصلاة فيها وكان من عادة الأتراك العثمانيين إذ افتتحوا مدينة أو قلعة قاموا بنصب رايات العثمانية على أسوارها وأبراجها ومن ثم يرفعون الأذان فيها ويقومون بتحويل أكبر كنائسها إلى مسجد كعلامة للفتح.

ومنذ ذلك الحين أصبحت آيا صوفيا مسجدا للمسلمين يعبد فيها الله الواحد الأحد ولا يشرك به بعد أن كانت كنيسة لمئات السنين واستمرت على وضعها كمسجد طوال فترة الحكم العثماني.

وقد تخلل هذه الفترة بعض التعديلات العمرانية فقط. وبعد انهيار الدولة العثمانية وتأسيس الجمهورية التركية وفي إطار علمنة الدولة وتغريبها فقد أغلق مسجد آيا صوفيا في عام 1931 ميلاديا إلى أن اتخذت حكومة أتاتورك قرارها بتحويله إلى متحف عام 1934 ميلاديا.

وقد تم فتحه للزوار في الأول من فبراير لعام 1935 ميلاديا.

وفي 10 من يونيو لعام 2020 ألغت محكمة تركية قرار وضع آيا صوفيا كمتحف وأعلنت عدم مشروعيته قانونيا. وأعقب هذا القرار مرسوما من رئيس الجمهورية التركية رجب طيب اردوغان يقضي بإعادة تصنيف آيا صوفيا كمسجد وافتتاحه للعبادة.

وهكذا تكون آيا صوفيا قد مرت بعدة تحولات تاريخية آيا صوفيا التي بدأت ككنيسة الأرثوذكسية يونانية ثم تحولت إلى كنيسة كاثوليكية رومانية ومن ثم عادت إلى أصلها الأرثوذوكسي لتتحول بعد الفتح الإسلامي إلى مسجد ثم تصبح متحفا بقرار من حكومة الجمهورية التركية. ثم لتعود اليوم مسجدا للمسلمين بفضل من الله تعالى.