السيدة الحرة | ملكة المغرب وقُرْصانة البحار

ملكة المغرب



من هي السيدة الحرة؟

السيدة الحرة من مواليد 1485م  في شفشاون, أميرة الجهاد البحري شمال المغرب الأقصى وزوجة أمير تطوان علي المنظري والسلطان أبو العباس الوطاسي بفاس وحاكمة تطوان وشفشاون خلال الفترة ما بين (1515 - 1542 م) وهي ابنة الأمير مولاي علي بن موسى بن راشد العلمي وأخت الصدر الأعظم إبراهيم بن راشد. سميت بهذا الإسم تيمنا بعائشة الحرة والدة أبو عبد الله الأحمر آخر ملوك غرناطة الذي كان صديقا لمؤسس شفشاون والدها هو مؤسس مدينة مدينة شفشاون وأمها إسبانية من منطقة قادش اعتنقت الإسلام وتعتبر أحد أهم نساء المغرب في القرن 16.

السيدة الحرة والسياسة

قبل ان نتعمق في حياة السيدة الحرة يجب ان نتعرف على الوضع السياسي في هذه الفترة غزا العثمانيون القسطنطينية في عام 1453م ومعها نهاية الإمبراطورية الرومانية أصبحت البرتغال سلطة استعمارية في المغرب الغربي والسيدة الحرة عمرها عامين وبعد وقت قليل غزا الملكان الكاثوليكيان مملكة غرناطة. تعتبر السيدة الحرة من أكثر الشخصيات تأثيرا في الفترة الإسلامية المعاصرة السيدة الحرة معروفة بكفاحها ضد البرتغاليين الذين كانوا يحتلون سبتة اسمها الحقيقي غير معروف باسم السيدة الحرة هو عنوان يعني السيدة نبيلة التي كانت ترتديه نساء مسلمات أخريات في ذلك الحين أي بعد سنة واحدة من سقوط غرناطة يعتقد البرتغاليين والإسبانيين أن اسمها الحقيقي كان السيدة الحرة وكتبوه في وثائقهم الرسمية وكانت آخر شخص في التاريخ الإسلامي الذي حمل لقب الحرة.

حياة السيدة الحرة

نشأت السيدة الحرة في مملكة غرناطة ولكن في عام 1492م عندما غزا ملوك الإسبان فيرناندو الثاني وإيزابيل الأولى مملكة غرناطة في فترة سقوط الأندلس قامت السيدة الحرة وعائلتها بالهروب حيث استقروا في المغرب بعد ذلك قام والدها بتأسيس مدينة شفشاون ليصبح أميرا مستقلا عمليا من الوطاسين. كانت طفولتها سعيدة وآمنة. كان تعليمها من الدرجة الأولى وكانت تتحدث لغات كثيرة بما فيها الإسبانية والبرتغالية. واحد من أساتذتها كان عبد الله الغزواني وهو كان عالما إسلاميا معروفا في المغرب قال أحد من أساتذتها هذه البنت سترتفع في المراتب.

السيدة الحرة


زواج السيدة الحرة من أمير تطوان علي المنظري

منذ طفولتها كانت قد وعدت بزوج المستقبل في سن 16. تزوجت من صديق لأبيها أمير تطوان علي المنظري أكبر منها 30 سنة. بعض الخبراء يعتقدون أنها تزوجت بابن الأمير المنظري الثاني. كان هذا الزواج بمثابة تحالف بين إمارات شفشاون وقيادة تطوان من أجل تقوية جبهة الدفاع ضد البرتغاليين المحتلين لثغور شمال المغرب وأصبح أخاها وزيرا في فاس. وعزز تأثير الأسرة انتقلت السيدة الحرة من بيت والدها بشفشاون إلى حيث يحكم زوجها. كانت السيدة الحرة امرأة ذكية وتعلمت كثيرا في دورها كنائبة حاكمة كانت تنوب عن زوجها في بعض القضايا كما كانت تتولى أمور الحكم في فترات غيابه.

وبعد وفاة الأمير علي المنظري في عام 1515م  والمواطنين قبلوا بها كحاكمة لأنها حصلت على بعض السلطة قبل ممات الأمير علي المنظري حصلت على العنوان الرسمي الحرة. اعتبروها البرتغاليين والإسبانيين كشريكة ديبلوماسية. بعض الخبراء يرون نجاحها السياسية في حضور الوريثات في الأندلس لكن البعض الآخر يرى نجاحها في دورها كحاكمة للقرصنة البحرية في البحر الأبيض المتوسط. قال مؤرخ إسباني يسمى (German Vasquez Schmor) في كتابه السيدات القراصنية أن مدينة تطوان حصلت تحت حكمها على مستوى من الرخاء غير مسبوق. لم تستطع السيدة الحرة أن تنسى إهانة الهروب من غرناطة تعاونت مع أحد أشهر القراصنة على البحر الأبيض المتوسط خير الدين بارباروسا يشارك الاثنان في كراهيَة الأوروبيين.

السيدة الحرة وبارباروسا

سيطرت السيدة الحرة على الجزء الغربي وسيطر بارباروسا على الشرق.

زواج السيدة الحرة من السلطان أحمد أبو العباس الوطاسي 

 بعد وفاة الأمير علي المنظري,  تزوجت السيدة الحرة السلطان أحمد أبو العباس الوطاسي سنة 1541م  حيث انتقل السلطان من مدينة فاس إلى تطوان في حشد كبير رفقة حاشيته وجيشه زيادة على وفد كبير من العلماء والمشايخ. سافر أحمد أبو العباس الوطاسي إلى تطوان للزواج منها. ووفقا لبعض المصادر كانت السيدة الحرة قد أصرت على هذه النقطة لإظهار أنها لا تنوي التخلي عن حكم تطوان. بعد الزواج. وجدت أسرة المنظري أنفسهم خارج دائرة الحكم بعد زواج السيدة الحرة فاستاؤوا أن تتولى حكم تطوان من دونهم فقاموا بمؤامرة شارك فيها كل من محمد الحسن المنظري  حفيد حاكم تطوان ووالده محمد الحسن المنظري الذي كان قاطنا بمدينة فاس.

في 20 أكتوبر من سنة 1542م  فر محمد الحسن المنظري هاربا من السلطان أحمد أبو العباس الوطاسي وتوجه نحو مدينة تطوان مركز حكم السيدة الحرة رفقة أفراد عائلته وجماعة من الفرسان. وبعد وصوله أعلن نفسه حاكما على المدينة معلنا في الوقت نفسه استقلاله عن فاس فطرد السيدة الحرة بعد أن استولى على ممتلكاتها.
السيدة الحرة

وفاة السيدة الحرة 

عاشت السيدة الحرة آخر أيامها بمدينة شفشاون بالقرب من أخيها الغير الشقيق الأمير محمد بن علي بن راشد حاكم مدينة شفشاون وبعد موتها دفنت بمدينة شفشاون بعد مرور ثمان عشرة سنة على الإطاحة بها, أما قبر السيدة الحرة الموجود بمدينة شفشاون (بزاوية سيدي الحسن بالقرب من القصبة) فلا توجد به أية لوحة تشير إلى أنه قبر السيدة الحرة، حتى الدرب المكان الموجود به لا يحمل إسمها، تكريما وتقديرا لها كإمرأة حاكمة، ولمكانتها العائلية كإبنة لولي مدينة شفشاون ومؤسسها، ولدورها التاريخي والسياسي في تاريخ المغرب أيام حكم الدولة الوطاسية.


4 تعليقات

  1. شكرا على هذا الموضوع الذي زادني ثقة بنفسي و بقدراتي كوني إمرأة

    ردحذف
  2. من فضلك المصادر والمراجع المعتمدة

    ردحذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم